السبت، 28 يوليو 2012

غريزة القطة عندما تُحاصر في زاوية مغلقة ؟؟؟

وفق ما اودع الله تعالى لأصناف الحيوانات من الغرائز المختلفة التي تتلائم وعملية البقاء لذلك الحيوان ومنها غريزة الصراع من أجل البقاء وايضا غريزة حفظ النفس فلو سلطنا الضوء على احد الحيوانات وهي القطط فسوف نشاهد حالة غريبة فيها لاحتوائها على غريزة حفظ النفس بشكل عجيب , فلو جربنا وقمنا بحصر قطة ما في زاوية وحيدة من الغرفة ودنوت منها فأنها تصدر صوتاُ عالياُ وتكشر مخالبها واذا دنوت منها يدك فأنها ستقوم بأنبات مخالبها فيها ولاتعتني بعواقب الامور مهما كانت المهم انها سوف تحافظ على نفسها وبقائها عندما تشعر بخطر يهددها , فهل هناك قسيم مشترك بينها وبين الانسان ؟؟؟؟
قد يكون الانسان يتمتع بعدة غرائز لكن الله ميّزهُ بالقوة العاقلة التي ترشده الى كل صلاح وحكمة اذا ما استغل في الصورة الصحيحة وبخلافه يتحول الانسان الى مجموعه من الغرائز التي قد تكون مميتة ووحشية تقتل من أمامها اذا هددت بالفناء !!
ويوجد لدينا نماذج من هذا القبيل سيطرت على مسندة الحكم في العراق بفعل عوامل عرضية مفتعلة لعبت لعبتها وقامت بتزوير الحقائق لتخفي الوجه الحقيقي لها ونجحت في ذلك الامر وتمكنت من كرسي القيادة لكن سرعان ما انكشفت أوراقها واحدة تلو الاخرة ليظهر ذلك المعدن الاصلي التي تم طلائه بصبغة بيضاء لامعة ليظهرلدينا باطنه المليء بالسواد الخالي من الرحمة , وبعد تسلطه عاث في ارض العراق فسادا واسكت اغلب الضمائر والاقلام عن فضح هويته و كذلك رؤوس القبائل والرموز الدينية من اجل ديمومته وبقاءه والاموال التي انفقها هي ذاتها حقوق الشعب وامواله التي تأخذ من هناك لتعطى من هنا وكان في غاية الايثار والوفاء لاشقائه من دول الجوار في جهة الشرق اما الدول الشمالية العظمى فانها اكتسبت عظمتها من موارد هذه البلدان المنهوبة حقوقها والمنتشلة اموالها التي وقعت فريسة هؤلاء المتسلطين , فكلا الطرفين يسعيان بفعل غريزة البقاء اضافتاُ الى غريزة القتل عندما تشعر بمن يهدد مضجعها وأمنها ولم يكن قياسنا بعيدا عن القطط عندما تبرز انيابها في وجه من يدنو منها بعد حصرها في زاوية ضيقة , وعلى صعيد العملية السياسية في العراق وبعدما اجتمعت اقطاب معارضة سياسية لازالة المنهج الدكتاتوري الذي يمارسه رئيس الوزراء العراقي في رأيه واستبداده وظلمه (( لشعبه تارة ولشركائه السياسيون تارةً اخرى ))و سحب الثقة منه كونه تجاوز في ظلمه ودكتاتوريته في عملية التصرف السياسي واتخاذ القرار ولم يعطي فرصه لشركائه وحسب البنود التي وضعت بمبدأ الشراكة الوطنية والاشراك في عملية اتخاذ القرار حيث انفرد شخصيا في الحكم والملف الامني والمعلوماتي والداخلي عندها اعطى هؤلاء الاقطاب السياسيون رأيهم وميثاقهم في سحب الثقة منه بعد جلستي اربيل والنجف التي تم الخروج منها بنتيجة بعد جمع التواقيع الكافيه من اجل طرحها على البرلمان واجراء عملية الاستجواب له ومن ثم عرض كافة الادلة والوثائق التي تدينه بها لكن نرى الاخير بعد ان حوصر في هذه الزاوية كشر عن انيابه وحاول ان ينبتها في يد من ابرزها في وجهه وعمل المستحيل من اجل ذلك بعدما تطبّع بغريزة البقاء والوحشية فترى الوعد والوعيد يتناثر بين البرلمانيين وهم في سكوت مطبق لايعرف حالهم بعد ساعة فمنهم من هُدد ومنهم من عُرضت عليه الاموال الطائلة ومنهم من تم مساومته بمذكرات القاء القبض وهناك مساومات اخرى تخص تورط جهات مساهمة في عمليات قتل وكأن هناك مافيات في العملية السياسية وأحدهما يكشف عن عورة الاخر وفي الاخير ينجو رئيس الوزراء من عملية سحب الثقة ليبقى معلقاً في عملية الاستجواب وهنا " تسكب العبرات " كما يقول المثل , فهل يمتثل رئيس الوزراء الى عملية الاستجواب ام لا ؟؟؟
طبعا الجواب بديهي اذا كانت لديه سوابق مظلمة وسيئة لا تسّر قريبه ولا تسّر من وثق به وسلم له زمام الامور ومن شعر بأنه مثالا للوطنية والاخلاص فأنه لا يستجيب أبدا ولو كلفه قتل كل من يتقرب نحوه حسب ما تقتضيه غريزته
اما اذا كان واثقا بأنه خالي من كل شائب او نقص أو جرم او فساد فسوف يسير الى حيث ما يريدون ويمضي الى الاستجواب غير مبال لان في ذلك سموه وعلوه وعملية اثبات واضحة لنزاهته وفيصل لكل من لديه ادنى شك فيه
لكننا رأينا السيناريو يدور حول النتيجة الاولى من حيث التهديد للبرلمانين اصبح واضحاً حتى وصل التراشق السياسي امام شاشات الفضائيات ورأه البعيد والقريب وانفقت الاموال بأسراف وتم سحب البطاقات الحمراء الاخيرة المخبأة للطوارئ التي كان يمسكها عل بعض التيارات والتي تشكل تهديدا قويا عليه من أجل ان يتراجع عن عملية سحب الثقة وتم تهديد البرلمان بالتجميد ومن جانب اخر تم اشعال فتيل سلسة من الانفجارات والمفخخات بمحافظات عدة لم يشهد لها مثيل في سبيل اشغال الشعب بأمور اخرى و تحويل الرأي العام الى جانبه في التخلي عن فكرة الاستجواب !!!
فهل يبقى شك او شوب او توهم في عملية نزاهة رئيس الوزراء ؟؟؟؟؟
فمن كان منتفعا من وراءه بمال او جاه لا ينسى دمعة اليتيم والارامل وكبار السن الذين يتسكعون في الشوارع من اجل لقمة العيش والشباب التي افحم نفسه بالدراسة من اجل رسم مستقبل قريب او بعيد له ولم يبلغه ابدا حتى في الحلم وطائفية بين الاديان من جهة وبين المذاهب في داخل الدين الواحد من جهة اخرى فهل يهدأ ضميره وسط هذه النيران ؟؟
ويساوم على حساب من ؟؟؟
على اخيه و امه و ابيه وأطفاله وجاره واقربائه ؟؟؟
فلتكن حساباتنا دقيقة ولنعي من امامنا ؟؟
وما هو مستقبلنا ومستقبل أجيالنا القادمة وتلك قضية في وزر كل من يسعى لها او معها او فيها .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق