السبت، 28 يوليو 2012

مقتدى الصدر بين السِلة والذِلة

بعد تراشق عميق في العملية السياسية التي شهدها العراق بين الاحزاب الحاكمة في ظل حرمان يعاني منه شعبه من كل الجوانب والتي خلفت هذه الانقسامات النفعية دوي الكثير من الانفجارات لا يهدأ صوتها يوما من الايام وتدني بمستوى الخدمات الاساسية فضلا عن الكمالية الى ابعد الحدود ومع تزامن قرب انتخابات مجالس المحافظات وبسبب افلاس هؤلاء الساسة في العملية السياسية برمتها وعدم تقديم اي من الوعود التي قطعوها مع الشعب , فكان لكل واحد منهم انتهاز الفرصة في تقديم موقف واضح يحاول ان يبرزه ليعيد نشاطه وسمعته التي فقدها جراء النكوث بهذه الوعود وتزامنا مع قدوم فترة الانتخابات , فكانت طاولة اقطاب السياسة هي الحلبة التي تجري فيها تصفيات كأس العراق على رئاسة الوزراء وحيث ان المنافسة قوية جدا والخصوم متساوية الاطراف والحلف من الداخل والخارج ولكل منهم مدرب على مستوى دولي احدهما من المشرق والاخر من المغرب أو كليهما معا .
 رغم ان الصراعات تشخصنت بين دولة القانون من جهة وبين الائتلاف الوطني والعراقية واقليم كردستان من جهة اخرى لكن بعد ان اخذت قضية سحب الثقة عن رئيس الوزراء فترة طويلة كانت كطرق على حديد حار قد غير وجهة نظر بعض البرلمانيين عن موقفهم الذي تم الاتفاق عليه في اربيل والنجف الذي اعد من قبل الطرف الثاني لجمع التواقيع على سحب الثقة وبعد الاتصالات التلفونية الشخصية التي اجراها رئيس الوزراء مع عدد كبير من البرلمانيين بشأن التخلي عن الاتفاق الذي قطعوه على سحب الثقة مع تقديم منافع مادية عالية او ابراز الورقة الحمراء )) والتي عرفت بالتهديد )) لان اغلبهم ان لم نقل جلهم قد تورط في عملية فساد اداري ومالي فكان ذلك رصيد قد بيتّه رئيس الوزراء ليسخدمه بالضغط على الوتر الساس في لحظتها المناسبة, وبعدما اصبح المدار الحاسم لقضية سحب الثقة يدور حول التيار الصدري وموقف مقتدى الصدر من ذلك ووجه للاخير البطاقة الحمراء بشأن تياره الذي تورط في عمليات قتل عدة وبالذات في مقتل مجيد الخوئي نجل مرجع الدين الشيعي السيد الخوئي الذي اغتيل من قبل جماعات مسلحة قامت بتفجيره مع موكبه بعد سقوط بغداد وتم توجيه بصمات الاتهام لمليشيات جيش المهدي وبأمر مباشر من مقتدى الصدر فكانت تلك الورقة معززة بأدلة لانها غيرت مسار ورأي الاخير بشأن عملية سحب الثقة التي قطعها مع حلفائه في اجتماع اربيل والنجف .
وهو الان اصبح بين وسط تيارين وموقفين حاسمين اما ان يتراجع عن وعده وميثاقه الذي قطعه ويخل بمبدأه وقيادته وشخصيته امام انصاره وأمام حلفائه وأمام الكثير من فئات وشرائح المجتمع التي عقدت الامال عليه بشأن خلاصها من دكتاتورية رئيس الوزراء وأما ان يواجه الادلة التي تدينه في مقتل مجيد الخوئي , وما شاهدناه من تصريحه الاخير من خلال القائه بيان صرح فيه عن ان الامر معلق بتوقيع وأمضاء رئيس الجمهورية ولايرغب ان يكون التيار الصدري في وجه الموقف فكان ذلك البيان هو نتيجة دراسات عدة اجراها مع اطراف داخلية وبتدخل مباشر ايضا من جهات خارجية محاولتا لخروج من مأزقه الذي دخل فيه ومن جانب اخر صرح النجيفي رئيس البرلمان العراقي على " اننا ماضون في قرارنا بشأن سحب الثقة وسوف يتم تحديدها خلال الايام القلائل ليتم استجواب رئيس الوزراء واذا لم نقتنع بأجوبتهم فسوف نقدم على قرارنا بذلك " حيث انه لم يذكر تعلق امره برئيس الجمهورية الذي انفرد فيه زعيم التيار الصدري ليبقى الاخير بين موقفين أما السلة وأما الذلة وماذا سيكون موقفه مع انصاره و حلفائه ومع الشعب في حال اذا سار الاخرون من حلفائه في عملية الاستجواب وسحب الثقة ؟؟؟

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق