السبت، 28 يوليو 2012

العراق وسوريا والمشروع الايراني الخطير

لم تعد ايران تلك الدولة المنكسرة اقتصادياً وسياسياً كما عهدناها منذ فترة بل اصبحت تنافس دولاً عظمى من حيث التطور في انظمتها المعلوماتية والعسكرية وكذلك في مجال الاسلحة الممنوعة دولياً وغيرها حيث باتت تشكل تهديدا عالمياً في العصر الحالي وعقبة لايستهان بها أبداً فبالرغم من المساعي الدولية نحوها من اجل غض النظر عن مشاريعها في المجال النووي وتخصيب اليورانيوم لكنها رفضت ذلك من اجل استمرار هيمنتها على العالم العربي  وكانت من ضمن ضحاياها التي استطاعت النيل منها وهي العراق وسوريا ولبنان وفلسطين حيث تشكل هذه الاربع المثلث الاستراتيجي الذي يربط الشرق بالغرب فلم يكن اختيارها هذا اعتباطاً او جزافاً بل انفقت الكثير من الاموال والاجندة في سبيله و استطاعت ان تدعم حركة حماس في فلسطين لتتلاعب بالمصير الفلسطيني وكذلك في دعم حركة حزب الله في لبنان بعد ان اخذ مأخذه من التأثير وها هي الان تتغلغل في العراق عبر ادواتها ابتداءً من رئيس الوزراء وانتهاءً بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بعدما انشأت مركز تدريب لمليشيات جيش المهدي في داخل اراضيها وسيطرت ايضاً على المراقد المقدسة واغلب المرجعيات الشيعية في النجف الاشرف وعلى شركات النفط في البصرة وغيرها من المحافظات ومن ثم الى دعم قوات الاسد في قمع المتظاهرين بعد تحويل سوريا الى مشروع طائفي عنصري مثلما حولته في العراق ونرى التدخل السعودي واضح في المشهد ايضا في داخل الشأن العراقي والسوري ويستمر التصعيد السياسي من كلا الاطراف , فمن جهة نرى المشروع الصهيوامريكي يأخذ مأخذ من تلك الدول وايران من جهة والسعودية من جهة وجهة تقف ورائها الاطراف الصغيرة ليخوضوا مشروع دولياً خطير في السيطرة على هذه البوابة المهمة ورأينا المشروع  العسكري واللوجستي الذي قادته واشنطن في سبيل انشاء قاعدة بحرية ضخمة تطفو على الخليج العربي بمساعدة مطارات الكويت من اجل التحدي الايراني الخطير  ليستمر التصعيد في مجال العنف من القتل والاغتيالات ودوي الانفجارات المتشعبة والجرائم المخلة في قوانين حقوق الانسان في سوريا والعراق من جراء هذا الصراع الكبير بين تلك الاقطاب واستخدامها لادواتها في داخل مسندة الحكم .
فلايمكن تهدئة هذا الاوضاع واطفاء فتيلها الا بأنتزاع تلك الادوات الموصلة لهذه الاقطاب الرئيسية فبدونها لايمكن ان تتدخل بشؤون الدول الداخلية فلابد ان تحتاج الى من يمرر مشاريعها وافكارها في الداخل وعند قطع الموصل فان المدد سوف ينقطع لتظهر ارادة الشعوب بالتدخل لفرض هيمنتها في ادارة شؤونها وتلك الامور تحتاج الى عمل وطني مخلص كبير ودعم اعلامي ليصل صوته الى اقصى مكان لتتمكن هذه الدول من اعادة رمقها ونفسها الاخير من جديد قبل ان تفارق الحياة وتصبح  خشبة بالية  




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق