السبت، 28 يوليو 2012

السائق المترنح

خرجت من البيت قاصداً مرآب السيارات وعندما وصلت لوحت بعيني الى سيارة وفي الجانب يقف سائقها فسألته : عن المكان الذي يقصده فأجابني : بما اردت ان اتوجه اليه فقمت بفتح الباب وجلست مع مجموعة من الركاب واثناء انطلاق السيارة واذا بها من اول وهلة لاتدل على خبرة سائقها فدخل في نفسي شيء من التردد ((ءأنزل ام أبقى )) فقلت لعلها غير مقصودة ولربما تظهر حنكته بعدها , فسار بنا الى مسافة وهو يميل يميناً وشمالاً وخطواته غير متزنة لكن الركاب غير متطيرون بما يفعل ولا يبادلونه بأي موقف وعلمت اني الوحيد من بينهم المسلوب الراحة على الرغم من سوء قيادته الواضحة لكن شدة تعجبي ليس على السائق بل انصبت بل على سكوت هؤلاء الركاب وأمضائهم لقيادته فهل يعقل ان أُكُذب عقلي !! ثم قمت ((بوغز خدي )) لعلي في حلم لكن للاسف لم يكن كذلك ؟؟
وأستمر هذا السائق بالتخبط في سياقته واذا بصوت عالي.. يصدر من مكابح السيارة وارتطدام قوي جدا على ضوءه فتحت عيني وأذا بي مرمياً على جانب الطريق يسيل من وجهي الدماء والالم يسري في جميع اجزاء جسمي اما الركاب الاخرون لم ارى منهم سوى اشلاء مرمية من هنا وهناك والسائق لم يكن معهم فكان تطّيري من ذلك في محله لكن العاقبة كانت اكثر مما كنت توقعت ؟!!!
فكيف بنا الحال واذا كان سائقنا يقتاد بلد بأكمله ويترنح به شمالاً ويميناً بتخبط وعشوائية نتج عنها دمار في مركبتنا وهي الوطن العراقي وسالت فيه دماء ودماء فالاف الضحايا تموت يوميا منها بمرض عضال لا يعرف سببه ومنها بدوي انفجار ومنها بأغتيال بدون معرفة السبب وتكتلات واحزاب ومليشيات وعصابات وسراق وهدر اموال عامة وفقر وجوع وارامل وايتام ونقص خدمات اساسية والذبح على الهوية وطائفية من هنا وهناك بين دين ودين وداخل الدين الواحد وهدم مساجد وحرق قرأن وتهريب نفط وخدمة الدول الجوار وأحتضار شعب ومأسي وويلات وعلى الرغم من اننا نرى السائق والقائد لايجيد ذلك فلما سكوتنا ؟؟؟ والدماء العزيزة الغالية تهدر يوما بعد يوم خصوصا ونحن نعرف ان المقابل يقونا الى التهلكة بعد التيقن انه يخدم دول الجوار والمشروع الصهيوامريكي .
فلا بد من التحرر من هذه السيارة المهلكة واعطائها لمن هو اهلا لها وان مصيرنا اجمع هو ان نلقى حتفنا وقد يستمر الى اجيالنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق