السبت، 28 يوليو 2012

رصاصات المكائد تخترق جسدي

في جو تلوث بشتى الملوثات الكيميائية التي باتت تعصف بالانسان وتنخر جسدة رويدا رويدا فلا من مسعف ولا من مضمد ولا من ملجأ يضمد الجراحات وسرعان ما ازداد وتفاقم هذا الجرح الى اصبح علاجه عقيم فلابد من استأصال العضو أو موت هذه الروح التي ترقد في الجسد , وبالرغم من ان الملوثات مترسبة على الارض بشكل جلي وبالامكان ان تطهر في حينها ان لم نقل ازالتها لانها لم ترد للوهلة الاولى وانما تتردد بأستمرار دون انقطاع وهي تلتهب وتعصف من في أمامها وتشب فيه اشد حالات الغليان فيا لها من فوهة بركان منقطعة النظير وموحشة للطريق ,
انها : ((الفتنة المحدقة )) التي اصابت الشعوب بتسيس مخطط ومدروس يسيل مسرى الدم في الشرايين بأشراف مؤسسات ضمت الاف من علماء النفس والفلسفة والاجتماع تعمل لمدة 24 ساعة في اليوم وبوجبات وشفتات متناوبة تخضع لدول عظمى شاغلها وجوهر عملها " تحليل العقل البشري وبالخصوص العقل المسلم " وكنت قد سمعت بهذه المؤسسات منذ سنوات وتعجبت على المليارات من الدولارات التي تنفقها !! والوقت الكبير الذي تشغله والكادر المميز الذي اعدته لكن ياترى ماثمرة ذلك ؟ ولماذا يتم تحليل العقل البشري عموما والمسلم خصوصا ؟؟؟
عندما شعرت الدول الغربية بالخطر المحدق بها خصوصا بعدما انشأت دولة اسرائيل التي هي وليدة التكتلات والافرازات الغربية اللاجئة والتي لم تجد موطنا يستوعبها بعدما اتخذت عاصمة لها في القدس بدون شرعية او امر قانوني وضمت العديد من اصحاب الشركات العظمى في العالم واخذت الطابع الديني بقصد الاستحواذ على العالم بعد القدس , وانها شعب الله المختار وبقية شرائح العالم بجميع طوائفه ومذاهبه هم خدم وحشم لها , وبالتالي فان أي من المنازحين لها في هذا العالم سوف تقطع دابره حسب اعتقادها وهو خليط ممزوج بفكر ديني متعصب ونفعي يكمن في غريزة حب التملك والهيمنة .
فكان هناك من يهدد بقائها ونزعتها وهو الاسلام الذي شق طريقه في ربوع العالم فضلا عن الاديان الاخرى التي اذيبت تحت وطأتها فكان ولابد من الاهتمام بقضية الاسلام والسعي الى تصفيته فأنفقت المليارات من الدولارات في هذا الشأن وخصص لها مؤسسات معدة لهذا الغرض , ثم خرجت الاخيرة بأحد الحلول المؤثرة جدا على كيان الاسلام وتشتيت قوته المعنوية وهي قضية الفتنة والرقص على اوتار الطائفية التي ضربت بها ضربتا قوية جدا واستطاعة ان تنخر المجتمع المسلم من الداخل على الرغم من وجود من يحذر من خطرها ووبالها الا ان غالبية البشر تسري مع هواها لا عقلها ,فأخذت مأخذها وتم نيل مبتغاهم واصبحت الحرب اسلام ضد اسلام وهذا ما يندى له الجبين وتهتز له السماء حيث طبّقت هذه التجربة الاستعمارية الاصل على الدول العظمى المؤثرة عليها مثل روسيا كأول تجربة بعد الحرب العالمية الثانية ثم نتقلت فيه الى الدول الاسلامية العربية وغيرها بعد نجاحها , وأنطلاقا من شعارها (( فرق تسد )) وما لاحظناه من حصيلة الاختلافات الطبقية والمذهبية والعرقية والدينية هي وليدة تلك الفكرة , ثم أمتدت تلك لتعصف المجتمع العراقي الذي يعتبر قلب الشرق الاوسط وأبرز القيادات الدينية لتحوله الى هشيم متناثر من القطع تذره الرياح من مكان الى اخر بعد ما كان قطعةً واحدةًَََ كالجبل المستقر وسط الرياح بعدما عجزت اغلب هذه القيادات ان لم نقل انها تواطأت في ذلك بصورة غير مباشرة , فأصبح هناك تمايز بين الديان عموما وبين داخل الدين الاسلامي خصوصا من فرق سنية و الشيعية بعدما أصبح احدهما ند للأخر رغم انهما كانا متحابين قبلها , وما لاحظناه في الاونة الاخيرة من تهديم مقرات عائدة لكلا الطرفين بعد اشعار النار بينهما وتحقيق المبتغاة , خصوصا بعد انضمام دول عديدة لهذا المشروع من قبيل الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وبريطانيا وغيرها من دول الدائمة العضوية في الجامعة العالمية فكان هذا الضغط من جهة المغرب على البلد ورفدها تيار من المشرق متمثلا بأيران ليلعبان على كلا القطبين بعد تمهيد الارضية من قبل اذنابهما ومن المعروف ولا يخفى عن القارئ ان العراق تعرض لهجمات عديدة عدا مخطط الطائفية منها دكتاتورية الساسة القادة والفساد بكل محاوره فكل هذه العوامل شأنها هو اضعاف العراق اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ودينيا لتتمكن من غزوه من كل الجوانب .
فبعد كل هذا التشخيص وتسليط الاضواء عن ما يدور من مؤامرات دولية ومشروع صهيوني يهدد الشرق الاوسط عموما والعراق خصوصا فلا بد من توعية المجتمع لذلك الامر المهول الذي عصف بمستقبل العراق وشعبه بعد تواطئ العديد من الجهات التي نسبت اليه بالرغم من انها هجينة عليه سواء من شخصيات سياسية أو من واجهات دينية فلابد من قيادة عربية عراقية تدرك العراق قبل غرقه لان بعد غرقه وقبض انفاسه ربما لم تتسنى لنا الحصول على فرصة اخرى لذلك ونكون كمثل فرعون عندما امن بعدما ادركه الغرق فلم يكن ينفعه ذلك !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق