السبت، 28 يوليو 2012

((مضيق هرمز)) والتهديد الايراني للشرق الاوسط

لم تعد ايران كما كانت في السابق دولة منطوية على نفسها ففي زمن العولمة تغيرت جذرياً خصوصاً بعدما تطورت في مجال الصناعة واصبحت دولة منتجة بدل المستوردة وتخصصت ايضا في مجال الاسلحة الحديثة والممنوعة دولياً من ((اليورانيوم المنضب والقنابل النووية )) الذي جعل منها دولة منافسة للدول العظمى وتهديدا حتمي يلاقيهم في كل زمان ومكان ولم تكتفي ايران في ذلك بل تلونت سياستها ووسعت نفوذها واجنداتها عبر العالم عموما وعلى الدول العربية بالخصوص .
وهذا التمدد الذي استخدمته خصوصا في العقد الاخير من الزمن يرجع الى ارتباط الاجندة والحركة الاستخباراتيه التابعة لها بحيث تم نشرهم بصورة مكثفة وعلى صعيد دول مختلفة قامت بربطها مع جهات ذات تأثير وشأن في القرار عن طريق دعم الاخير بكافة ما يلزمه في سبيل بقاءه وديمومة مصالحها واذا حال الامر بين تلك المصالح وبين بقاءه فسيكون الامر الاول هو النافذ وأذا سألت كيف يكون ذلك والجهة المعنية خارج حدود سيطرتها ؟؟ اجبناك : عن طريق اجهزتها المنتشرة والمسيطرة على مركز القرار وهو سر قوتها في العالم بالاضافة الى اسلحتها المحرمة دوليا وكثرة اجندتها الداخلية والخارجية مما جعل واشطن وبقية الدول العظمى تعمل على بناء قاعدة واسطول بحري على الخليج خوفا من ردة فعل سلبية لها .
وما لاحظناه بشكل جلي حول التدخل الايراني المباشر في الشؤون الداخلية لاغلب الدول العربية ابتداءا من فلسطين ودعمها الى حركة حماس وبلبنان ودعمها لحركة حزب الله وفي سوريا ودعمها لنظام بشار الاسد وانتهاءا بالعراق لدعمها لرئيس الوزراء وزعيم التيار الصدري وان كان هناك اختلاف ظاهري بينهما لكن في الداخل لا يوحي الى ذلك فيوجد عامل مشترك بينهما وهو خدمنهما لنفس الجهة وهي ايران , ففي هذه الاستراتيجية التكتيتكية لها جعلت منها المسيطر على قلب الشرق الاوسط بما يسمى بـ(( المثلث الوسطي )) الذي يربط اوربا واسيا وافريقيا فضلا عن الموارد الغنية التي تكثر في ذلك المكان والذهب الاسود ايضا بالاضافة الى الموقع الاستراتيجي الوسطي لها الذي طالما حلمت به واشطن من اجل السيطرة عليها , اذن يوجد لدينا قوتان تشتركان في السعي الى نفس الهدف وكلاهما قد عمل على زرع نفوذه واجنداته داخل تلك الدول التي ذكرناها ويسعى الى مركز القرار وهو حاصل فعلا , وهذا خطر محدق يهدد الشرق الاوسط ويجعله طعم وفريسة الى ((حوتين كبيرين مفتوحي الفكين يبتلعان اجزاءه رويدا رويدا الى انقضاء اجله)) ,وحيث ان بعض الدول ادركت تلك المؤامرات التي تحاك ضدهم وثارت بثوراتها الشعبية العارمة التي سعت الى اسقاط انظمتها التبعية واستبدالها بأخرى وطنية تخدم مصالحها ,لكن شعوب اخرى اطفأت فيها شرارات الثورة بضغوط من الداخل والخارج وكان العراق من ضمن تلك الضحايا التي وقع في هذه الدوامة التي لاتقف يوماً من الايام , فما زال الصراع السياسي قائم فيه بسبب عدم نزاهة سياسيوه وخدمتهم لمصالح الغير فلكل فريق منهم مدرب تترعرع بأحضانه بعدما زالت وماتت وطنيتهم واصبح تفكيرهم في حجم الكرسي الذي يشغلونه وديموميته وشعبهم يحتضر يوما بعد يوم والمساعي الدبلوماسية سائرة من هذا الطرف وذاك والمشاريع عظمى على ما يبدو تصبّ في مستقبل الطرف الاول أو الطرف الثاني او كليهما فمسألة عملية سحب الثقة والاستجواب لاتتوقف عواقبها على رئيس الوزراء فقط وفقط بل من يقف وراءه ويشترك في مصالحه المتبادلة فلذلك قامت برفده بالتيار الصدري لكي تقوى بنيته ويصعب اختراقه رغم ما واجهه من تحالف قوي جدأ ضده كاد ان يسقطه مفضوحا مخزيا بوثائق وادلة لكنها استركته ((بمقتدى الصدر((وبعد اصرار البرزاني والنجيفي وعلاوي على استجوابه والتأثير على الواقع البرلماني تم تفعيل التفجيرات الاخيرة لتاخذ حيزا في البرلمان وعلى المستوى الشعبي ليغير تلك الوجهه الى عمليات اصلاح لا تغيير في رئاسة الوزراء وتم تحريك الائتلاف الوطني برئاسة الجعفري لحل هذه الازمة التي اوشكت ان تدمر مخططات كثيرة جدا ليحرر ورقة في اجتماعته الاخيرة وضع فيها جدولا من الاصلاحات التي لاتسمن ولاتغني من جوع شأنها شأن ال((90 يوما )) الى اعطيت الى الحكومة من اجل الاصلاح , وغيرها من الافكار التشويشية التي فتت عضد كل الثورات التي طالب بالتغيير , وفي نهاية المطاف تم أثارة قضية اغلاق مضيق هرمز واللعب على الوتر الحساس بذريعة توجيه ضربة قوية لواشنطن لكن المتضرر الاول والاخير هو العراق لان اكثر من ثلثي الصادرات سوف تتوقف في حالة اغلاقه وهذه ورقة اخيرة كشفتها ايران لضرب عصفورين في حجر احدهما لضرب واشنطن والثاني لتمويه البرلمان والشعب الاخير عن فكرة سحب الثقة والاستجواب كون قضية الصادرات حتما اهم من ذلك بتحليلهم وتوقف النشاط الحيوي للعراق وتشغلهم عن ذلك .
فلابد من تأخذ الامور بشيء من التعقل والدراسة لفهم حقيقة مايدور في العراق من مؤمرات دولية تحاك ضده ووضع حل لتلك المعضلات التي باتت تهدد مصير اجيال فنحن لم نتطرق الا الى دولتين فما بالك ((بالسعودية والكويت ووووو ..))ومساعيهم للتأثير في داخل بودقة الحكومة العراقية مع ما يتوافق ومصالحها لتكون حينها ((المصيبة اعظم )) وكأن العراق اصبح حقل الغام او مستودع متفجرات , فلا يستقر ابدا الا بعد قطع الحبال التي توصل التيار الى الخارج وهم الساسة المتورطون في ذلك ويكون الحل أما بأجراء انتخابات مبكرة لازالتهم أو بالاصلاح الجذري وأزالة المسبب الرئيسي لذلك وهو رئيس الوزراء بتكاتف برلماني لايقاف ذلك النزيف الذي ينضح دما عبيطا من جرح العراق دون توقف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق