السبت، 28 يوليو 2012

تأريخ العراق يسجل اعظم رزية بعد رزية الطف

خلق الله تعالى الانسان وكرمه على سائر المخلوقات وجعل له النجدين فاما مسلك الجنة واما مسلك النار واعطاه نعمة العقل كمرشد داخلي ليميز فيها الصالح من الطالح وانزل عليه رسل الرحمة ليرشدونه الى طريق الصواب , لكن ؟ لماذا يقدم الانسان على محاربة رسل الهداية والصلاح ويسلك طريق الرذيلة والنار  !!!  فبعد رزية مدعي الاسلام في زمن الامام الحسين عليه السلام وانكشاف نفاقهم وزيفهم المتستر بلباس الدين لسنوات فلم تكن الا واقعة الطف كاشفة عن هذه الاقنعة وسرعان ما اعترت عن ذلك بريح هبت لذلك فأصبحت رزيتهم تتناقل عبر التأريخ بالرغم من التكتم عليها ومحاولة تزييف الحقيقة  قسرا, لكنها طافت فوق ماء الخديعة وحظوا بلعنة الجبار في طيها لعنة الناس في الصباح والمساء . وها نحن نشاهد التأريخ يعيد نفسه وتعاد المواقف والرزية نفسها لتطوي الاف السنين وتتجدد لتكشف الاقنعة عن شخصيات طالما قدست وعبّدت لزمن طويل وكشف لثامها واتضحت رزيتها لمواجهتها الاسلام نفسه رغم انها حاولت طمس الاحداث وأخفاءها لكنها واجهت نفس المصير الذي واجهه يزيد عندما قبّح فعله ولعن عبر التأريخ فلم يجد الا اخفاء فعلته المشينة لكنه لم يفلح بذلك !! ففي العراق لاحظنا في الاونة الاخيرة بسبب عدم اهلية ساستة وصل الى حد مرزي جدا حيث انتشار جميع الوان المظلومية وسادت الفوضى والجاهلية وانتشر الجوع الفقر  , وبعدما سلبت حقوق الشعب بصورة عامة ومررت الطائفية بمصرعيها وغدت تلوح في ارض العراق وسمائه وضربت الاديان السماوية فلم نشاهد سلاما في هذه الارض وكثر التهجير القسري في كثير من المدن والمحافظات بسب دين او مذهب تراه يحارب بشتى الوسائل ولا يعلم الممتثل له من الذي يحاربه ولماذا  ؟؟  وحتى الاسلام الذي يعتبر الاساس في الدستور العراقي لم يسلم من تلك الهجمات الشرسة التي تطاولت عليه بعد خفاء عناوينها فما شاهدنا من الام ونكبات وويلات شنت وراح ضحيتها الاسلام من قبل من يدعيه لتخرج فئة ظالة مظلة  طالما ادعت فيها الهوية الاسلامية وقدست وعبدت لتهدم مساجد وتحرق كتاب الله أحد الثقلين في ارضه في سلسة حوادث متكررة ومقصودة  ولاكثر من مسجد , وقران يحرق من هنا وهناك والجاني وان كان متلبسا بلباس الدين الا انه لم يستطيع ان يخفي جنايته لتظل رزيتة عبر التأريخ ولم تبقى على مستوى الكلام بل توسعت لتشمل الصور والاراشيف الفديوية لتكون توثيقا يسقط اصناما طالما كانت تقطن في الكعبة ويسجد لها الالاف من الناس . فعندما تم رمي المصحف الرشيف في باكستان بصورة غير مقصودة حسب ما يدعون في احد براميل النفايات من قبل احد النصرانيين من الجيش الامريكي رأينا باكستان انقلبت برمتها لعظمة ذلك الفعل حتى وصل الخبر الى رئيس امريكا ((اوباما)) وقام بالاعتذار رسميا الى باكستان بصورة خاصة والى المسلمين بصورة عامة , رغم انه ليس بمسلم  !! فلماذا نرى بالعراق الاعتداء ليس فقط على مستوى رمي المصحف بل بحرقه وتهديم لمساجد تتمتع فيها كل خصوصيات المسجدين من منارة وصلاة وغيرها وحتى مؤسسات اسلامية تهدم ومن قبل من ؟؟؟ من الذين يدعون الاسلام نفسهم !!!!!! فهل هناك اعظم من تلك الرزية في التأريخ ؟؟؟ ولماذا لم تستنكر الجهات الدينية بكل اطيافها خصوصا ممن وجه الامر نفسه هذا الفعل المشين والمرزي خصوصا انها تدعي انها ممثلة للاسلام !!! فلم نرى سوى طائفة تنستنكر هذا الفعل والبقية اغلق اذنيه وأغمض عينيه !! حتى ان السماء غضبت والملائكة ضجت الى الله تعالى وشكت اليه هذه الفعال العظيمة وماشاهدناه من ظهور الزلازل في بعض محافظات العراق ولاول مرة بعد هذه الحوادث لهو خير شاهد على غضب الرب سبحانه !! لكننا اذا اردنا ان نعالج انبوب يسرب الماء فلا بد من قطع الماء من رأسه لا من ثقبه لكي نتمكن من معالجته مرة اخرى فأكيد  من يتحمل وزر هذا الدمار هم الساسة في اعلى الهرم الذين حولوا بلد السلام الى بلد الدمار والانهيار ومن وردة زاهية بالروائح  والالوان الى شوك يابس عديم الالوان !! ومن ثم الانتقال الى المتلوين بلون الحرباء وسط النباتات ورميهم بسكينة التطهير بعدما سقطت جميع الوانهم وظهر معدنهم الاصلي  وبات واضحا للناظر لكي نزيل هذه الاشواك وان لم تزال فلا بد من حرقها عبر الايام والاشهر لنتمكن من تحسين الارض وانبات الورود مرة اخرى . فلنلتفت ونعي جيدا لهذه العواصف التي نادرا ما تهب لكشف الاقنعة وتعريتها وربما لم نحضى مرة اخرى بتلك الفرصة ويبقى الحال على ما هو عليه ويبقى الالم يسري على ابنائنا كما سرى علينا لنحمل تلك الرزية عبر التأريخ  وما دمنا نحمل في داخلنا نعمة العقل فلابد من تفعيله وتحريره من قيود الظلام والعبودية لان هذه الفاجعة عظيمة وان لم يكن الدين وكتب الله وبيوته محرك فالى من تتحرك ؟؟؟؟؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق